نثر الفني

طلاق..

هجرني قلمي ..

وعضّني الفراق ..

وألقت الراحة بأستارها على مسرح الحياة ..

ثلاث فصول نسَجَ القدر نهايتها من قريب ..

وتبقى الذكرى ..

ويبقى أنين ..

ويحلم العناق .. بيوم التلاق ..

فاتهُ أنني ..

مذ خرجتُ ..

رميت على محبتهم ..

يمين الطلاق !

***

حلم..

رأيت في المنام .. جدار ..

تخيلت ماذا وراءه ..

وأردتُ الصعود الى المجهول ..

أو الانحدار !

القلب في خفقان ..

والنفس في انبهار ..

والروح تتوق للتغيير ..

وللذكرى صرير ..

وللهروب اصرار ..

تيه .. وخفقان .. وانهيار ..

وآمال .. وأماني .. واصطبار . .

كل هذا في منام ..

وحلم ..

و ..

جدار !

***

ضجر..

أجدَبَ القلب المُعنّى ..

فتحركّت الشهامة .. والعنفوان ..

في فارسٍ أَغَر ..

امتطى صهوةَ الكرم ..

ليزرع نبتة الأمل ..

في شقٍّ من شرايينه الحُسنى ..

التي تنازعها الأسى .. فتورّم ..

شقوق تستجير ..

تريد النَفَس !

وكان الموعد قد حان !

مع سعادةٍ وارتواء ..

وعطفٍ وحنان ..

ورجاء !

أعلَنَها .. سيكون للقحطِ انتهاء ..

وبعد طول انتظار ..

وتعب وعناء ..

ترجّل !

ولكن ..

في أرضٍ غير الأرض ..

ليسقي حرثاً آخر ..

وكل ما كان منه .. اعتذار !

ووعدٌ أبتَر ..

أن لا يستولي على الهواء ..

أو الغذاء ..

أو الدواء ..

أو الحَزَن !

شكراً لك سيدي ..

لم يعُد يهُم !

مُذ أصبحَ الألم الوطن ..

واختصر الوهم المدُن ..

عتبي عليك واحدٌ !

لم تملك نفسك يوما ..

فلِم زرعت الفسيلة ..

وأحَلْتَ اليابسَ فَنَن ..

في صفحة المنى ..

وتركتها دون سقاء ..

أَوْلَى لكَ فأَوْلَى ..

ثمّ أَوْلَى لكَ فأَوْلَى ..

أن تستمطِر الانصهار ..

في محراب التجاهل والانشغال ..

ولترفع للتضحية راية ..

على مذبح الافتخار ..

ولتكُن لرضاهم عنوان ..

هنيئاً لك القرار ..

وهنيئاً للقلب المعنّى ..

الانكسار ..

والضجر !

***

إمام..

سماء ملبّدة بالغيوم .. وقلوبٌ معبّدةٌ بالهموم ..
والفرح في محراب العمر ينتظر من يؤم !
ألن تأتي؟!

***

ليلة الزفاف ..

هلّ موعدها ..
ألبسوها .. وتهيأت !
الكل ينبض بالفرح .. وشريانها الأيسر يرتجف ..
وحين أدخلوها قفصها ..
خرجت من الحياة !
ولا زالت !!

***

الحد..

أليس من سرقك مني ؟!
وما حد السارق ..
قطع اليد !
عليّ بالفراق !
لأقطع يده .. ثلاث مرات !

***

تستحق أكثر!

قالوها في لحظة ضعف ..
ثم ..
ماذا بعد ؟
لا شيء !
تحطّم !
لأنك تستحق أكثر !
جرِّد قلبك من فتات السعادة فيه ..
فقيمة الفرح لا شيء يُذْكَر !
حطِّم يراع الأمل في دهليز الحياة .. واصبِر !
فأنت تستحق أكثر !
لوِّن حياتك بالعدم ..
واقرأ تراتيل الحزَن .. وتبسّم !
إياك أن لا تتبسم ..
وتذكّر ..
انك تستحق أكثر ..
الراحة كذبة نيسان ..
وفي هذا الجب .. لا أمان !
ما ضير بضع مصائب أو أحزان ؟
انها تبَلْوِر النفس .. وتسحر !
ألم تثق ؟
ألم تركن ؟
ألم تحلم ؟
وتنعم ؟
إذاً .. فلا تغْتَم !
خفِّف عنك ..
هوِّن عليك ..
ومهما أصابك من كدر ..
لا تبتئس ..
وتذكّر أنك ..
تستحق أكثر!

***

زيارة..

زارني ليلاً ..
ألفيته عند باب غرفتي التي تزيّنت بصور الشهداء !
تفاجأت به .. غصصتُ واسودّ شيبي !
رمقته بنظرة محِبّة متفاجئة ..
لِم اليوم؟!!
بقيّةٌ من زمن أبتغيها لأكمل مراسم توبتي ..
لم أتزيّن للقاء ربي بعد !
تركته يرحل بالرغم من حاجتي اليه ..
أغمضت عيني عنه ..
وغفوت !
ثم ..
من شوقي اليه ..
حلمتُ به .. !!
ويحي ماذا فعلت !!
فليعُد !