منتديات انفنتي نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقالة

اذهب الى الأسفل

مقالة Empty مقالة

مُساهمة  حسن شمام الثلاثاء يناير 01, 2008 10:37 am

كان فرعون يقول لشعبه ] أنا ربكم الأعلى [ ، وكان لويس السادس عشر يقول : أنا الدولة والدولة أنا ، وحكم حافظ الأسـد سوريا ثلاثين سنة ، ثم ورثها لولده الطبيب الذي لم يكن يوماً مهتماً بالعمل السياسي ، ولكن أي إنسان لايترك أملاك والده تذهب للغير ، فقد ملك حافظ الأسد سوريا أرضاً وشعباً . ومن رفض الانصياع قتلـه ، أو سـجنه ، أو شـرده ونفـاه ، ولذلك ترك بشار طب العيون ، وقطع دراسـته في لندن ، ورجع إلى الكلية العسكرية ليكون ضابطاً ثم رئيساً ؛ كي لاتضيع أمـلاك أبيـه التي شـقي في جمعهـا ، والتي قتل وسـجن وشـرد مئات الألوف من أجلها.

أما خليفة المسلمين عمر بن الخطاب t أمير المؤمنين ، حاكم أقوى دولة في العالم يومذاك ، فقد رأى قاتل أخيه زيد بن الخطاب ، وقد أسلم القاتل وصار من رعية عمر ، فقال عمر : اغرب عن وجهي ، والله لا أحبك . فأجاب قاتل زيد بن الخطاب : وهل تستطيع أن تنقصني حقاً من حقوقي !!؟ فرجف عمر t خوفاً وقال : لا ، لا والله ، لا أستطيع . فقال ذلك القاتل : إذن إنما تبكي على الحـب النـساء !!!!؟؟

وهذا معاوية بن أبي سفيان t يخطب على المنبر يوم الجمعة ويقول : اسمعوا وأطيعوا . فيقول أبو مسلم الخولاني : لاسمـع ولاطاعـة ، كيف تمنع العطـاء !!؟ وإنـه ليس من كدك ولا من كد أبيك ، ولا من كد أمك ، فغضب معاويـة t ، ونزل عن المنبر ، ثم غاب برهة ثم عاد وقد اغتسل ثم قال : إن أبا مسلم كلمني بكلام أغضبني ، وإني سمعت رسول الله r يقول : [ إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ] ـ أبو داود (7/167) وقد ضعفه الألباني ـ ، وإني قد دخلت فاغتسلت ، وصدق أبو مسلم ، إنه ليس من كدي ، ولا من كد أبي ، فهلموا إلى عطائكم .

من أجل هذا الحاكم العادل الذي نسـعى إلى مبايعتـه ، الذي لايتأله مثل فرعون ، ولايستحوذ على الدولة مثل لويس ، ولايملك الشعب والأرض ويقتل ويسجن ويشرد مئات الألوف مثل حافظ الأسد ، من أجل حاكم مثل عمر بن الخطاب t أو معاوية بن أبي سفيان t ، أو هارون الرشيد يرحمه الله ، وضع الإخوان المسلمون مواصفات للدولة في مشروعهم السياسي هذه أهمها :

1ـ دولة ذات مرجعيـة :

ومرجعيتنا هو الإسلام ، والدولة المسلمة ليست دولة ثيوقراطية ، بل دولة مدنية ، والدولة المسلمة هي التي سماها المشروع الدولة الحديثة ، وهي كماقلت ليست بالدولة الثيوقراطية ، وليست كذلك بالدولة العلمانية . إنها دولة مسلمة .قال عنها أبو بكر الصديق t الخليفة الأول : أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني . ولايوجد أوضح وأكثر بلاغة من هذا الكلام الذي يؤكد أن الدولة المسلمة دولة مدنية ، والحاكم المسلم يعترف سلفاً أنه ليس مفوضاً من الله ( كما في الثيوقراطية ) ، بل يعترف أنه قد يخطأ ، ويطلب من الرعية أن يقوموه إذا أخطأ . جاء في المشروع :

( وقد أبطل الإسلام كل دواعي العصمة التي يتذرع بها حكام ادعوا أنهم مقدسون أو ملهمون ، والعصمة في التصور الإسلامي ؛ وقف على النبي r فيما يبلغه عن ربـه عزوجل ) .

2ـ دولـة تعـاقـديـة :

(الدولة الحديثة التي نطالب بها ، أو نسعى إليها ، في إطار مشروعنا الحضاري ، هي دولة تعاقدية ، تقوم على الاختيار الحر المعبر عن إرادة الأمة ) . وأجمع مجتهدو الفرق كلها ـ ماعدا الشيعة ـ على أن طريق الإمامة هو الاختيار والاتفاق . والإمامة عقد بين الإمام والأمـة ممثلة بأهل الاختيار ( الحل والعقد ) . والأمة مشرفة ومراقبة للعقـد ، وتملك الحق في خلعـه إذا لم يوف بشروط العقد .

3 ـ دولـة مـواطنـة :

المواطن هو الفرد الذي ينتمي إلى كيان سياسي ( دولة ) ، والانتماء الوطني غير الانتماء القومي أو الديني ، ومصطلح مواطن تشمل كل إنسان ينتمي إلى الوطن ، بعيداً عن الانتماء العرقي أو القومي أو الديني ، وكلمة مواطن تغني عن كلمة (ذمي ) ، وتشمل من حيث الدين ( المسلم ، المسيحي ، اليهودي ، المجوسي ، الوثني ... إلخ ) شريطة أنه ينتمي إلى هذا الوطن . كما تشمل من حيث العرق ( العربي ، والكردي ، والأرمني ، والشركسي ، والشاشاني ، والفارسي ، والأوربي ، والأميركي .....إلخ ) شريطة أنه ينتمي إلى هذا الوطن . وقد كانت وثيقة المدينة خير مثال على أن الدولة المسلمة دولة مواطنة . فاليهود والمسلمون ( المهاجرون والأنصار ) مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات .

4ـ دولـة تمثيليـة :

في بيعة العقبة الثانية طلب الرسول r أن يخرجوا لـه نقباءهم ( ممثليهم ) وقد أخرجو اثني عشر نقيباً كانوا كفلاء على قومهم . وأهل الحل والعقد ،أو أهل الاختيار ، هم الذين يمثلون الأمـة في اختيار الحاكم ، وهم الذين يخلعونه إذا لزم .

5 ـ دولـة تـعدديـة :

في المدينة المنورة كانت التعددية الدينية أول صور التعددية . فكان اليهود وكان المسلمون مواطنين في الدولة المسلمة يومذاك . وقد أقر الله عزوجل التعايش بين المسلم وغير المسلم ] لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [ . والتعددية السياسية حقيقة واقعـة في أي تجمع إنساني . وسـمة أساسية لكل دولة حديثـة .

6 ـ دولـة تـداوليـة :

من التداول اشـتق العـرب كلمة ( دولـة ) ، والتعددية السياسية تؤدي إلى التداولية ، وهي المقابل لحالة (الملك العضوض) الذي جاء بولاية العهد . بدلاً من اختيار الأمـة بواسطة الاقتراع الحـر والنـزيـه . وهي المقابل الموضوعي لحاكم مدى الحياة نجح أو أخفق . [ إن أحسنت فأعينوني ، وإن أسـأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ] .

والتداولية هي تداول بين القوى والأحزاب السياسية بمناهجها واجتهاداتها .

7 ـ دولة مؤسـسات :

يتم العمل فيها بروح وجهد الفريق ، ويتولى أصحاب الاختصاص مهامهم في كل ميدان . وفي إطار المؤسساتية يتحول الجيش إلى جيش وطني ( غير فئوي ) يحمي الوطن ( كل الوطن ) ، وتتحول المؤسسة الأمنية إلى مؤسسة تحمي حرية المواطن ، وفي إطار المؤسساتية ستجد العقول المهاجرة مكانها في سياق وطني عام منتج .

ودولة المؤسسات تقوم على الشورى ؛ ضد الدولة الفردية ، التي تقوم على الأهواء والمصالح الشخصية والعشائرية .

8 ـ دولـة القانون :

يتقدم فيها أمن المجتمع على أمن السلطة ، ولاتحل فيها حالة الطوارئ محل القانون العام . ويحترم فيها الدستور من قبل الحاكم والمحكوم ...

هذه أهم صفات الدولة في مشروع الإخوان السياسي ، وهي دولة مدنية مرجعها الإسلام ، دولة حديثة ، تقوم على التعاقدية ، والمواطنـة ، والتمثيلية ، والتعددية ، والتداولية ، ودولة مؤسسات وقانون .

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأن يردنـا إلى سـوريا المستقبل ، الحـرة الديموقراطية ، التي تحترم حقوق المواطن وتكفلها . إنه سميع مجيب.

حسن شمام

المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 22/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى