مقالة
صفحة 1 من اصل 1
مقالة
كان فرعون يقول لشعبه ] أنا ربكم الأعلى [ ، وكان لويس السادس عشر يقول : أنا الدولة والدولة أنا ، وحكم حافظ الأسـد سوريا ثلاثين سنة ، ثم ورثها لولده الطبيب الذي لم يكن يوماً مهتماً بالعمل السياسي ، ولكن أي إنسان لايترك أملاك والده تذهب للغير ، فقد ملك حافظ الأسد سوريا أرضاً وشعباً . ومن رفض الانصياع قتلـه ، أو سـجنه ، أو شـرده ونفـاه ، ولذلك ترك بشار طب العيون ، وقطع دراسـته في لندن ، ورجع إلى الكلية العسكرية ليكون ضابطاً ثم رئيساً ؛ كي لاتضيع أمـلاك أبيـه التي شـقي في جمعهـا ، والتي قتل وسـجن وشـرد مئات الألوف من أجلها.
أما خليفة المسلمين عمر بن الخطاب t أمير المؤمنين ، حاكم أقوى دولة في العالم يومذاك ، فقد رأى قاتل أخيه زيد بن الخطاب ، وقد أسلم القاتل وصار من رعية عمر ، فقال عمر : اغرب عن وجهي ، والله لا أحبك . فأجاب قاتل زيد بن الخطاب : وهل تستطيع أن تنقصني حقاً من حقوقي !!؟ فرجف عمر t خوفاً وقال : لا ، لا والله ، لا أستطيع . فقال ذلك القاتل : إذن إنما تبكي على الحـب النـساء !!!!؟؟
وهذا معاوية بن أبي سفيان t يخطب على المنبر يوم الجمعة ويقول : اسمعوا وأطيعوا . فيقول أبو مسلم الخولاني : لاسمـع ولاطاعـة ، كيف تمنع العطـاء !!؟ وإنـه ليس من كدك ولا من كد أبيك ، ولا من كد أمك ، فغضب معاويـة t ، ونزل عن المنبر ، ثم غاب برهة ثم عاد وقد اغتسل ثم قال : إن أبا مسلم كلمني بكلام أغضبني ، وإني سمعت رسول الله r يقول : [ إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ] ـ أبو داود (7/167) وقد ضعفه الألباني ـ ، وإني قد دخلت فاغتسلت ، وصدق أبو مسلم ، إنه ليس من كدي ، ولا من كد أبي ، فهلموا إلى عطائكم .
من أجل هذا الحاكم العادل الذي نسـعى إلى مبايعتـه ، الذي لايتأله مثل فرعون ، ولايستحوذ على الدولة مثل لويس ، ولايملك الشعب والأرض ويقتل ويسجن ويشرد مئات الألوف مثل حافظ الأسد ، من أجل حاكم مثل عمر بن الخطاب t أو معاوية بن أبي سفيان t ، أو هارون الرشيد يرحمه الله ، وضع الإخوان المسلمون مواصفات للدولة في مشروعهم السياسي هذه أهمها :
1ـ دولة ذات مرجعيـة :
ومرجعيتنا هو الإسلام ، والدولة المسلمة ليست دولة ثيوقراطية ، بل دولة مدنية ، والدولة المسلمة هي التي سماها المشروع الدولة الحديثة ، وهي كماقلت ليست بالدولة الثيوقراطية ، وليست كذلك بالدولة العلمانية . إنها دولة مسلمة .قال عنها أبو بكر الصديق t الخليفة الأول : أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني . ولايوجد أوضح وأكثر بلاغة من هذا الكلام الذي يؤكد أن الدولة المسلمة دولة مدنية ، والحاكم المسلم يعترف سلفاً أنه ليس مفوضاً من الله ( كما في الثيوقراطية ) ، بل يعترف أنه قد يخطأ ، ويطلب من الرعية أن يقوموه إذا أخطأ . جاء في المشروع :
( وقد أبطل الإسلام كل دواعي العصمة التي يتذرع بها حكام ادعوا أنهم مقدسون أو ملهمون ، والعصمة في التصور الإسلامي ؛ وقف على النبي r فيما يبلغه عن ربـه عزوجل ) .
2ـ دولـة تعـاقـديـة :
(الدولة الحديثة التي نطالب بها ، أو نسعى إليها ، في إطار مشروعنا الحضاري ، هي دولة تعاقدية ، تقوم على الاختيار الحر المعبر عن إرادة الأمة ) . وأجمع مجتهدو الفرق كلها ـ ماعدا الشيعة ـ على أن طريق الإمامة هو الاختيار والاتفاق . والإمامة عقد بين الإمام والأمـة ممثلة بأهل الاختيار ( الحل والعقد ) . والأمة مشرفة ومراقبة للعقـد ، وتملك الحق في خلعـه إذا لم يوف بشروط العقد .
3 ـ دولـة مـواطنـة :
المواطن هو الفرد الذي ينتمي إلى كيان سياسي ( دولة ) ، والانتماء الوطني غير الانتماء القومي أو الديني ، ومصطلح مواطن تشمل كل إنسان ينتمي إلى الوطن ، بعيداً عن الانتماء العرقي أو القومي أو الديني ، وكلمة مواطن تغني عن كلمة (ذمي ) ، وتشمل من حيث الدين ( المسلم ، المسيحي ، اليهودي ، المجوسي ، الوثني ... إلخ ) شريطة أنه ينتمي إلى هذا الوطن . كما تشمل من حيث العرق ( العربي ، والكردي ، والأرمني ، والشركسي ، والشاشاني ، والفارسي ، والأوربي ، والأميركي .....إلخ ) شريطة أنه ينتمي إلى هذا الوطن . وقد كانت وثيقة المدينة خير مثال على أن الدولة المسلمة دولة مواطنة . فاليهود والمسلمون ( المهاجرون والأنصار ) مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات .
4ـ دولـة تمثيليـة :
في بيعة العقبة الثانية طلب الرسول r أن يخرجوا لـه نقباءهم ( ممثليهم ) وقد أخرجو اثني عشر نقيباً كانوا كفلاء على قومهم . وأهل الحل والعقد ،أو أهل الاختيار ، هم الذين يمثلون الأمـة في اختيار الحاكم ، وهم الذين يخلعونه إذا لزم .
5 ـ دولـة تـعدديـة :
في المدينة المنورة كانت التعددية الدينية أول صور التعددية . فكان اليهود وكان المسلمون مواطنين في الدولة المسلمة يومذاك . وقد أقر الله عزوجل التعايش بين المسلم وغير المسلم ] لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [ . والتعددية السياسية حقيقة واقعـة في أي تجمع إنساني . وسـمة أساسية لكل دولة حديثـة .
6 ـ دولـة تـداوليـة :
من التداول اشـتق العـرب كلمة ( دولـة ) ، والتعددية السياسية تؤدي إلى التداولية ، وهي المقابل لحالة (الملك العضوض) الذي جاء بولاية العهد . بدلاً من اختيار الأمـة بواسطة الاقتراع الحـر والنـزيـه . وهي المقابل الموضوعي لحاكم مدى الحياة نجح أو أخفق . [ إن أحسنت فأعينوني ، وإن أسـأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ] .
والتداولية هي تداول بين القوى والأحزاب السياسية بمناهجها واجتهاداتها .
7 ـ دولة مؤسـسات :
يتم العمل فيها بروح وجهد الفريق ، ويتولى أصحاب الاختصاص مهامهم في كل ميدان . وفي إطار المؤسساتية يتحول الجيش إلى جيش وطني ( غير فئوي ) يحمي الوطن ( كل الوطن ) ، وتتحول المؤسسة الأمنية إلى مؤسسة تحمي حرية المواطن ، وفي إطار المؤسساتية ستجد العقول المهاجرة مكانها في سياق وطني عام منتج .
ودولة المؤسسات تقوم على الشورى ؛ ضد الدولة الفردية ، التي تقوم على الأهواء والمصالح الشخصية والعشائرية .
8 ـ دولـة القانون :
يتقدم فيها أمن المجتمع على أمن السلطة ، ولاتحل فيها حالة الطوارئ محل القانون العام . ويحترم فيها الدستور من قبل الحاكم والمحكوم ...
هذه أهم صفات الدولة في مشروع الإخوان السياسي ، وهي دولة مدنية مرجعها الإسلام ، دولة حديثة ، تقوم على التعاقدية ، والمواطنـة ، والتمثيلية ، والتعددية ، والتداولية ، ودولة مؤسسات وقانون .
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأن يردنـا إلى سـوريا المستقبل ، الحـرة الديموقراطية ، التي تحترم حقوق المواطن وتكفلها . إنه سميع مجيب.
أما خليفة المسلمين عمر بن الخطاب t أمير المؤمنين ، حاكم أقوى دولة في العالم يومذاك ، فقد رأى قاتل أخيه زيد بن الخطاب ، وقد أسلم القاتل وصار من رعية عمر ، فقال عمر : اغرب عن وجهي ، والله لا أحبك . فأجاب قاتل زيد بن الخطاب : وهل تستطيع أن تنقصني حقاً من حقوقي !!؟ فرجف عمر t خوفاً وقال : لا ، لا والله ، لا أستطيع . فقال ذلك القاتل : إذن إنما تبكي على الحـب النـساء !!!!؟؟
وهذا معاوية بن أبي سفيان t يخطب على المنبر يوم الجمعة ويقول : اسمعوا وأطيعوا . فيقول أبو مسلم الخولاني : لاسمـع ولاطاعـة ، كيف تمنع العطـاء !!؟ وإنـه ليس من كدك ولا من كد أبيك ، ولا من كد أمك ، فغضب معاويـة t ، ونزل عن المنبر ، ثم غاب برهة ثم عاد وقد اغتسل ثم قال : إن أبا مسلم كلمني بكلام أغضبني ، وإني سمعت رسول الله r يقول : [ إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ] ـ أبو داود (7/167) وقد ضعفه الألباني ـ ، وإني قد دخلت فاغتسلت ، وصدق أبو مسلم ، إنه ليس من كدي ، ولا من كد أبي ، فهلموا إلى عطائكم .
من أجل هذا الحاكم العادل الذي نسـعى إلى مبايعتـه ، الذي لايتأله مثل فرعون ، ولايستحوذ على الدولة مثل لويس ، ولايملك الشعب والأرض ويقتل ويسجن ويشرد مئات الألوف مثل حافظ الأسد ، من أجل حاكم مثل عمر بن الخطاب t أو معاوية بن أبي سفيان t ، أو هارون الرشيد يرحمه الله ، وضع الإخوان المسلمون مواصفات للدولة في مشروعهم السياسي هذه أهمها :
1ـ دولة ذات مرجعيـة :
ومرجعيتنا هو الإسلام ، والدولة المسلمة ليست دولة ثيوقراطية ، بل دولة مدنية ، والدولة المسلمة هي التي سماها المشروع الدولة الحديثة ، وهي كماقلت ليست بالدولة الثيوقراطية ، وليست كذلك بالدولة العلمانية . إنها دولة مسلمة .قال عنها أبو بكر الصديق t الخليفة الأول : أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني . ولايوجد أوضح وأكثر بلاغة من هذا الكلام الذي يؤكد أن الدولة المسلمة دولة مدنية ، والحاكم المسلم يعترف سلفاً أنه ليس مفوضاً من الله ( كما في الثيوقراطية ) ، بل يعترف أنه قد يخطأ ، ويطلب من الرعية أن يقوموه إذا أخطأ . جاء في المشروع :
( وقد أبطل الإسلام كل دواعي العصمة التي يتذرع بها حكام ادعوا أنهم مقدسون أو ملهمون ، والعصمة في التصور الإسلامي ؛ وقف على النبي r فيما يبلغه عن ربـه عزوجل ) .
2ـ دولـة تعـاقـديـة :
(الدولة الحديثة التي نطالب بها ، أو نسعى إليها ، في إطار مشروعنا الحضاري ، هي دولة تعاقدية ، تقوم على الاختيار الحر المعبر عن إرادة الأمة ) . وأجمع مجتهدو الفرق كلها ـ ماعدا الشيعة ـ على أن طريق الإمامة هو الاختيار والاتفاق . والإمامة عقد بين الإمام والأمـة ممثلة بأهل الاختيار ( الحل والعقد ) . والأمة مشرفة ومراقبة للعقـد ، وتملك الحق في خلعـه إذا لم يوف بشروط العقد .
3 ـ دولـة مـواطنـة :
المواطن هو الفرد الذي ينتمي إلى كيان سياسي ( دولة ) ، والانتماء الوطني غير الانتماء القومي أو الديني ، ومصطلح مواطن تشمل كل إنسان ينتمي إلى الوطن ، بعيداً عن الانتماء العرقي أو القومي أو الديني ، وكلمة مواطن تغني عن كلمة (ذمي ) ، وتشمل من حيث الدين ( المسلم ، المسيحي ، اليهودي ، المجوسي ، الوثني ... إلخ ) شريطة أنه ينتمي إلى هذا الوطن . كما تشمل من حيث العرق ( العربي ، والكردي ، والأرمني ، والشركسي ، والشاشاني ، والفارسي ، والأوربي ، والأميركي .....إلخ ) شريطة أنه ينتمي إلى هذا الوطن . وقد كانت وثيقة المدينة خير مثال على أن الدولة المسلمة دولة مواطنة . فاليهود والمسلمون ( المهاجرون والأنصار ) مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات .
4ـ دولـة تمثيليـة :
في بيعة العقبة الثانية طلب الرسول r أن يخرجوا لـه نقباءهم ( ممثليهم ) وقد أخرجو اثني عشر نقيباً كانوا كفلاء على قومهم . وأهل الحل والعقد ،أو أهل الاختيار ، هم الذين يمثلون الأمـة في اختيار الحاكم ، وهم الذين يخلعونه إذا لزم .
5 ـ دولـة تـعدديـة :
في المدينة المنورة كانت التعددية الدينية أول صور التعددية . فكان اليهود وكان المسلمون مواطنين في الدولة المسلمة يومذاك . وقد أقر الله عزوجل التعايش بين المسلم وغير المسلم ] لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [ . والتعددية السياسية حقيقة واقعـة في أي تجمع إنساني . وسـمة أساسية لكل دولة حديثـة .
6 ـ دولـة تـداوليـة :
من التداول اشـتق العـرب كلمة ( دولـة ) ، والتعددية السياسية تؤدي إلى التداولية ، وهي المقابل لحالة (الملك العضوض) الذي جاء بولاية العهد . بدلاً من اختيار الأمـة بواسطة الاقتراع الحـر والنـزيـه . وهي المقابل الموضوعي لحاكم مدى الحياة نجح أو أخفق . [ إن أحسنت فأعينوني ، وإن أسـأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ] .
والتداولية هي تداول بين القوى والأحزاب السياسية بمناهجها واجتهاداتها .
7 ـ دولة مؤسـسات :
يتم العمل فيها بروح وجهد الفريق ، ويتولى أصحاب الاختصاص مهامهم في كل ميدان . وفي إطار المؤسساتية يتحول الجيش إلى جيش وطني ( غير فئوي ) يحمي الوطن ( كل الوطن ) ، وتتحول المؤسسة الأمنية إلى مؤسسة تحمي حرية المواطن ، وفي إطار المؤسساتية ستجد العقول المهاجرة مكانها في سياق وطني عام منتج .
ودولة المؤسسات تقوم على الشورى ؛ ضد الدولة الفردية ، التي تقوم على الأهواء والمصالح الشخصية والعشائرية .
8 ـ دولـة القانون :
يتقدم فيها أمن المجتمع على أمن السلطة ، ولاتحل فيها حالة الطوارئ محل القانون العام . ويحترم فيها الدستور من قبل الحاكم والمحكوم ...
هذه أهم صفات الدولة في مشروع الإخوان السياسي ، وهي دولة مدنية مرجعها الإسلام ، دولة حديثة ، تقوم على التعاقدية ، والمواطنـة ، والتمثيلية ، والتعددية ، والتداولية ، ودولة مؤسسات وقانون .
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأن يردنـا إلى سـوريا المستقبل ، الحـرة الديموقراطية ، التي تحترم حقوق المواطن وتكفلها . إنه سميع مجيب.
حسن شمام- المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 22/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى